الفنون الأدبية 2 ـ فنّ المقالـــــــة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفنون الأدبية 2 ـ فنّ المقالـــــــة
فنّ المقالـــــــة
تعريف المقالة: هي قطعة نثرية متوسطة الطول يعالج فيها كاتبها ـ من وجهة نظره ـ موضوعاً علمياً أو أدبياً أو اجتماعياً أو سياسياً .
( فهي ليست حشدا من المعلومات , بل لا بدّ أن تكون مشوّقة ومعبّرة عن شخصية كاتبها وخبراته ) .
عناصر المقالة : ( المادة – الأسلوب – الخطّة ) .
1- المادة : هي الحقائق والمعلومات التي يقدّمها الكاتب للقارئ.- مثال : المعلومات التي قدّمها أحمد زكي عن الخشب ( صفاته – خصائصه – أنواعه )
ومن شروط المادة الجيدة في المقالة : ( الصحة – الصدق – الغزارة – الجدة ) .
2- الأسلوب : وهو طريقة التعبير التي يختارها الكاتب في صوغ عباراته وعرض أفكاره وتنسيقها وترتيبها بوضوح , وذلك وفق تسلسل منطقي مقنع ومريح . ويجب أن يتصف الأسلوب بـ : ( السهولة – والوضوح – والبعد عن التكلف ) .
3- الخطّة: ( عرّف الخطة في المقالة وتحدث عن أركانها ) دورة 2002
ـ تعريفها : هي المعالم الأساسية للمنهج العقلي في كتابة المقالة . ( وتظهر في المقالة العلمية والموضوعية أكثر من ظهورها في المقالة الأدبية الذاتية ) .
ـ أركانها : أ- المقدمة : وهي المدخل إلى الموضوع , يقدم فيها الكاتب طائفة من المسلمات وبديهيات تتصل بالموضوع وتمهد له , ويجب أن تكون موجزة , محكمة .
ب- العرض : وهو جوهر المقالة وصلب الموضوع . ويتضمن الأدلة والآراء التي يقدمها الكاتب وقد يشفع ذلك بالأمثلة والشواهد.
ويجب أن يتصف بـ : ـ حسن التسلسل , ـ وبراعة الترتيب , ـ ولطف الانتقال , ـ والإفضاء إلى الخاتمة.
ج- الخاتمة: وهي تلخيص موجز لما جاء في العرض . أو تأكيد لما ورد فيه . مهمتها التذكير به , وتثبيت الآراء أو المواقف في الذهن . ولا جديد فيها .
أنواع المقالة
بعد أن ازدهرت المقالة وانتشرت وأصبح لها مكان الصدارة في ألوان الكتابة أخذ كتابها يتناولون فيها موضوعات شتى حيث تصدت المقالة لجوانب الثقافة الإنسانية جميعها , وكذلك صارت مطيّة لعرض خلجات النفس وخواطر الوجدان وتأملات الفكر . وهكذا انشعبت المقالة أنواعاً , فكان منها :
أولاً ـ أنواع المقالة نتيجة لموقف الكاتب من الموضوع :
أ- المقالة الذاتية : وهي التي تعبر عن شخصية الكاتب لصدورها عن وجدانه وعاطفته وخياله , وهي تنقل أحاسيسه ومشاعره .
مثال : ( مقالة الربيع – للرافعي ) – و( مقالة أيها الليل – لجبران )
ب- المقالة الموضوعية : وفيها يبتعد الكاتب عن شخصيته وعواطفه , ويغدو حيادياً , ونظرته متجرّدة موضوعية , ويغلب هذا الاتجاه على المقالات العلمية . مثال : ( مقالة الخشب – لأحمد زكي )
ج- المقالة الذاتية الموضوعية: وفيها يأخذ الكاتب قسطاً من الموضوعية والفكر , وشيئاً من العاطفة والخيال , فهي تجمع بين الذاتية والموضوعية.
مثال: ( مقالة الطفولة المعذّبة – للزيات )
ثانياً ـ أنواع المقالة من حيث الأسلوب : دورة 2003
أ- المقالة العلمية : وهي مقالة موضوعية أسلوبها علمي , ـ تعالج موضوعها بأسلوب علمي واضح بقصد خدمة المعرفة . ـ تعنى بالفكرة ولا تحتفل بالصورة . ـ يستعين الكاتب فيها بالألفاظ الدقيقة والعبارات السهلة والواضحة دون زينة. ـ وهي تستند إلى العقل والمنطق, وتبتعد عن العاطفة والخيال . مثال : ( مقالة الخشب – لأحمد زكي ) .
ب- المقالة الأدبية : ـ يعنى كاتبها بجمال الأسلوب وأناقة العبارة وحسن تخيّر الألفاظ . ـ وتظهر فيها مشاعر ومعانٍ حلوة وصور الموحية .
مثل ( الربيع – للرافعي ) – و( أيها الليل – لجبران ). و ( الطفولة المعذبة ـ للزيات ) .
ثالثاً: أنواع المقالة من حيث الموضوع الذي يختاره الكاتب : ( المقالة السياسية – الاجتماعية – التاريخية – مقالة البحث العلمي .... إلخ)
* خصائص المقالة الناجحة:
1- وحدة الفكرة.
2- اعتدال الحجم.
3- البساطة في تناول الفكرة بدون تصنع .
4- بروز العنصر الذاتي في تصوير المواقف والتجارب .
5- سماحة النظرة الذاتية , وغلبة خفة الظل .
المقالة في الأدب العربي القديم
لم يعرف أدبنا العربي القديم فن المقالة فهي ذات منشأ غربي , وتاريخها مرتبط بتاريخ الصحافة . لكنه عرف فناً يشبهها هو ( فن الرسالة ) . وهي تعالج موضوعاً مخصوصاً كالكتاب , ولكنها لاتصل إلى حجمه .
الموضوعات التي عالجتها الرسائل : عالجت الرسائل مختلف الموضوعات الأدبية والفلسفية والسياسية والفكاهية ومنها :
- رسالة عبدالحميد الكاتب في الشطرنج .- رسالة التربيع والتدوير للجاحظ وهي رسالة أدبية فكاهية .- رسالة الصحابة لابن المقفع وهي رسالةسياسية.
- كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي وهو مجموعة رسائل في اللغة والنحو والفلسفة.- رسائل إخوان الصفا وهي رسائل فلسفية .
- رسالة الحصبة والجدري للرازي وهي رسالة طبية.
جوانب التشابه والاختلاف بين الرسالة والمقالة : ( تحدث عن الفرق بين الرسائل العربية القديمة وبين المقالة , واذكر أمثلة عن الرسائل ) دورة 2000.
1- التشابه : تشبه الرسائل المقالة الحديثة في أنها : ـ تتناول موضوعا محدّداً من وجهة نظر الكاتب . ـ وتستوعب في موضوعها ما تستوعبه المقالة من مسائل العلم والأدب والفكر .
2- الاختلاف :- الرسالة قد تطول وتمتد , والمقالة لها حجمٌ محدودٌ لا تتعداه .
- لا تلتزم الرسالة خطة واضحة في معالجة الموضوع ؛ فقد تسترسل وتستطرد .والمقالة ـ على الأغلب ـ تلتزم خطة تتألف من مقدمة وعرض وخاتمة.
- أسلوب الرسالة رصينٌ مجوّد , وأسلوب المقالة سهل العبارة , سلس التركيب .
أثر المقالة في التثقيف والوعي
وجد الأدباء في المقالة وسيلة لعرض أفكارهم في مختلف جوانب الحياة , ومنذ مطلع عصر النهضة , ومع تفتح الوعي العربي اهتمت المقالة في عملية التوعية والإنهاض وحث الهمم وكشف الحقائق وتنوير الدروب , كمقالات الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي والحصري .
تأثيرات المقالة في الحياة العربية المعاصرة : دورة 1995
1- جعلت الجماهير تتحسس واقعها المؤلم , ونمّت لديها الوعي , ودفعتها إلى إقامة مجتمع عربي واحد قوامه العدل والحرية .
2- عملت على تكوين رأي عام فعمّقت انتماء الجماهير القومي في مواجهة التجزئة والتخلّف .
3- سلّحت الجماهير بالثقافة العلمية والأدبية , فعرّفت الجماهير بآخر منجزات العلم والفكر والفن .
4- عرّفت الجماهير بمشكلاتها الاجتماعية والحياتية , فوعت أسباب هذه المشكلات , وتطلّعت لالتماس حلول لها.
5- أسهمت في خلق لغة معاصرة قوامها السهولة والوضوح والبعد عن التكلف . وهكذا زاد عدد القراء وأتيح للجماهير بهذه اللغة أن تنتفع بنتاج رجال العلم والفكر .
تحليل مقالة الخشب لأحمد زكي (نموذج على المقالة الموضوعية العلمية) تحليل النص:
المادة : مادة هذه المقالة علمية تناولت الخشب فعرضت الحقائق والمعارف المتصلة بتعريف الخشب وأهميته وصفاته وأنواعه وطريقة صناعته والانتفاع به.
صفات المادة: المعلومات كانت : صحيحة – صادقة – غزيرة – بعضها جديد – تغني عقل القارئ.
الخطة : ( مقدمة وعرض وخاتمة) 1- المقدمة: وفيها تعريف الخشب وأهم صفاته , وكانت قصيرة موجزة مكثفة تثير اهتمام القارئ.
2- العرض: أشار إلى أصل الخشب ( الشجر وليس النبات ) ومكوناته, وصفاته وأنواعه بالإضافة إلى الشرح والتفصيل وضرب الأمثلة والشواهد .
وهو عرض ناجح – تسلسله حسن – وترتيبه جيد – والانتقال فيه من فكرة إلى فكرة أخرى مناسب.
3- الخاتمة : ختمت المقالة وذكّرت بما فيها . وقد عدّد فيها بعض الصناعات التي تعتمد الخشب كمادة لها .
الأسلوب :- كان هادئاً رصيناً سهلاً .- استعمل المفردات بدقة , بدون مجاز أو استعارة .- التراكيب واضحة تصل إلى المعنى بطريقة مباشرة دون تصنع أو زخرفة .
- لا ترادف ولا تكرار في العبارات , وهي موجزة والجمل خبرية .
تحليل مقالة الربيع – للرافعي (نموذج على المقالة الذاتية الأدبية) تحليل النص :
المادة : مادة المقالة أدبية ذاتية تدور حول الطبيعة التي تبهج النفوس والعيون وتدعو إلى التأمل ... وخاصة في الربيع .
الخطة : ( مقدمة وعرض وخاتمة )- لم تظهر هذه العناصر بشكل واضح .فمقالتنا أدبية ذاتية تنطلق من موقف تأملي ذاتي , أملاه على الكاتب ما أثاره مشهد الربيع من العواطف وما أوحى به من الأفكار البهيجة .- بدأت المقدمة بخروج الكاتب ليشهد الطبيعة في الربيع فهي معشوق جميل يظهر أمام عاشقه بأبهى الحلل وكانت موجزة , فلم تطغ على العرض .-والعرض موجود باسترسال وعفوية . ونستطيع أن نقدم مشهداً ونؤخر مشهداً دون أن يتأثر العرض .
الأسلوب :قدم الكاتب للربيع صوراً نفسية تشفّ عن آرائه وانفعالاته ومنها:- الأزهار ألفاظ غزل.- الربيع مهرجان للألوان والعواطف.- الشباب تبدو له الأرض شابة حسناء .
وجاءت الأفكار والعواطف مغشّاة برداء الانفعالات من حبّ وإعجاب وضمن صور فنية جميلة , والصور بعضها حسي وبعضها معنوي .
الألفاظ: مناسبة للموضوع – موحية – ملونة بألوان الربيع ( حبّ – أزهار – ألوان.) التراكيب : متماسكة – قوية – واضحة – سهلة – لا غموض فيها ولا تكرار .
عبد الكريم- عدد الرسائل : 31
تاريخ التسجيل : 19/03/2008
رد: الفنون الأدبية 2 ـ فنّ المقالـــــــة
شكرا أخي عبد الكريم جميل أن يأخذ المنتدى الصفة التثقيفية
مرة أخرى شكرا وتقبل مروري
waleed- عدد الرسائل : 95
الموقع : تل رفعت
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
مواضيع مماثلة
» ملخص الفنون الأدبية الحديثة لطلاب الثالث الثانوي 1
» المذاهب الأدبية ( 1 )
» المذاهب الأدبية 4 : المذهب الرمزي
» المذاهب الأدبية 6 : خصائص شعر التفعيلة
» المذاهب الأدبية 2 : المذهب الاتّباعي ( الكلاسيكي )
» المذاهب الأدبية ( 1 )
» المذاهب الأدبية 4 : المذهب الرمزي
» المذاهب الأدبية 6 : خصائص شعر التفعيلة
» المذاهب الأدبية 2 : المذهب الاتّباعي ( الكلاسيكي )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى