في عيد المعلم .. معلم يموت ردماً تحت التراب أثناء عمل إضافي لكسب قوت عائلته

أراد أن يستغل عطلة الأعياد المتزامنة مع عيده " عيد المعلم " بعمل إضافي يكسب منه قوتاً لعائلته المكونة من خمسة أشخاص ..
فخلع ثيابه .. وشمر عن يديه .. وحمل مجرفة ونزل في حفرة للصرف الصحي .. فانهارت فوقه الأتربة المكومة إلى جانب الحفرة ..فمات

توفي مدير مدرسة قرية " بنان " التابعة للسفيرة بحلب نتيجة انهيار الأتربة المكومة بجانب حفرة للصرف الصحي ، أثناء عمله كعامل عادي في المشروع صباح يوم أمس الأربعاء .

وكان المدير " حسين الحمد " البالغ من العمر 36 عاماً قد استغل فرصة العطلة الطويلة الحالية ، نتيجة تزامن الأعياد ، للعمل في مشروع الصرف الصحي الذي تقوم به بلدية " السفيرة " والذي يتعهده أحد سكان قرية " بنان " ، ليكسب بعض المال الذي يساعده في إعالة أولاده الثلاثة.

وقال شاهد عيان لـ عكس السير " حوالي الساعة العاشرة صباحاً ، انهارت الأتربة المكومة إلى جانب حفرة الصرف الصحي ، وكان موجود فيها المدير وعامل آخر ، وأدى انهيار الأتربة التي تراكمت فوقهم إلى وفاة المدير وإصابة العامل ".

وقال " أبو نواف " عم المتوفى لـ عكس السير " أراد ابن أخي أن يعمل في العطلة ليكسب بعض المال ، فانهارت فوقه الأتربة ، الأمر الذي أدى لوفاته اختناقاً ".

وقام أقرباء المتوفى بدفنه بعد حوالي 4 ساعات من وفاته ، في مقبرة القرية ، ومشاعر الحزن والأسى تعم جميع بيوت القرية .

وكانت سيارة إطفاء قد توجهت من مركز إطفاء المعري بحلب ، قامت بإخراج المدير الذي توفي ، والعامل المصاب ، حيث نقل العامل إلى أحد مستشفيات حلب .

وهرب المتعهد بعد الحادثة من القرية ، كما رافقت دورية شرطة الجرافة التابعة للمتعهد إلى خارج القرية خشية من تعرضها للأذى من أحد أقرباء المتوفى .

وتبعد قرية " بنان " حوالي الـ 30 كم عن حلب ، ويبلغ عدد سكانها ( 3000) نسمة .

ويضطر المعلمون كغيرهم من موظفي القطاع العام للعمل الإضافي لكسب المال الذي يساعدهم على العيش في الوقت الذي لا تكفيهم فيه رواتبه " لنصف الشهر " .

ويعمل عدد منهم كسائقي لسيارات الأجرة " التاكسي " بعد الدوام الرسمي ، كما تحول عدد منهم إلى العمل في الدروس الخصوصية .

عكس السير - علاء حلبي - حلب