سهر الأزواج خارج المنزل .. قصور المرأة وإهمال الرجل

تعد مشكلة سهر الأزواج خارج المنزل إلى ساعات متأخرة من الليل هي المنغص الحقيقي الذي يهدد كيان الكثير من الأسر، نظرا لما يسببه من توتر في العلاقات الزوجية وتباعد بين أطرافها.
ويرجع بعض الباحثين الاجتماعيين تلك الحالة إلى قصور المرأة، فيما يرى آخرون أنه نتيجة لإهمال الرجل، بينما يرى البعض أنه محصلة السببين معا، فهو يرى أن ذلك من حقه وليس للزوجة أن تمنعه عن أصدقائه، فيما ترى هي أن ذلك يمثل أهانة في حقها وتقليلاً من شأنها.
تقول أم لؤي، وهي أم لأربعة أبناء: أن سهر زوجي خارج المنزل إلى ما بعد منتصف الليل ولّد شعور الإحباط لدي وعدم الاهتمام والسؤال عنه، فقد كنت مهتمة بأموره بالشكل المطلوب ولكن أصبح السهر من ضرورياته اليومية فلم أعد أسال أين كنت ولا متى ستحضر؟
بينما “ف.م” فترى أن سهر زوجها خارج المنزل يعتبر هروبا من المسؤولية وهضم لحقها وحق أبنائها، وعند سؤالي عنه يبرر سهره بإزعاج الأبناء داخل المنزل مما يعكر أجواء السهرة.
وتضيف أنه شغوف بلعب “البلوت” مما يجبره على الخروج بشكل يومي، فأنا أتساءل عن تلك المجموعات ألا ينتابهم الملل من روتينهم اليومي ولماذا لا يغيرون تلك الأجواء بليلة واحدة على الأقل مع أفراد عائلتهم؟ فالأبناء يحتاجون للجلوس واللعب مع الآباء، وكذلك أنا كزوجة أحتاج الحوار معه والقليل من وقته.
من جهة أخرى تقول حنان سالم أن زوجها من الرجال الذين لا يعرفون السهر وكذلك هو من الأشخاص الذين يقضون معظم الوقت في المنزل مما يبعث الملل في نفسي فأحتاج لوقت يسير أعد فيه الطعام وترتيب المنزل والعناية بنفسي، فكل ذلك يكون وقت تواجده لأنه معظم الوقت يكون في المنزل فأنا أتمنى خروجه لبعض الوقت وقضاء بعض مشاغلي لأن تواجده يلزمني الجلوس معه لمحاورته ومجالسته.
أما أم ريناد فتقول: أنا أم لطفلين، وزوجي يسهر ولكن بوقت محدد فوضع لنفسه ساعة ونصف تقريباً للسهر مع أصدقائه دون أن يكون بأمر مني فهو من وضع ذلك الجدول لنفسه وأرى أن ذلك أفضل حل حيث إنه نظم وقته جزء منه خصصه لعائلته وآخر لاصدقائه.
من جانب آخر يروي محمد عسيري قصته ويقول: أنا من الأزواج الذين يفضلون السهر خارج المنزل، ولكن لعدة أسباب منها أن زوجتي من النوع الذي يقضي تلك الساعات إما لشكاواها أو الحديث في الناس، وهذا ما يزعجني كثيراً وفي كل مرة تعدني أن تغير من طريقة حوارها إلا أننا نختلف في كل مرة، كما أنني من العاشقين لمتابعة المباريات ولا أجد نفسي متحمساً إلا بصحبة أصدقائي.
وحول هذا الموضوع يرى استشاري طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك خالد ووكيل كلية الطب الدكتور خالد آل جلبان أن الأشخاص يمكن تقسيمهم لفئتين، حيث إن هناك من يسهر لساعات متأخرة بعد منتصف الليل، بينما البعض الآخر لا يعرف باباً للسهر فكلتا الحالتين مشكلة ولا بد لها من حل، ونقول مشكلة عندما تؤثر على أداء الشخص وعلى طبيعة حياته. كما أن هناك فئة من الأشخاص يعيشون على حسب الأولويات في حياتهم، فيهتم أولاً بنفسه ثم بشريكة حياته ويليها الأبناء ثم الأهل ثم المجتمع الذي يعيش فيه وهذه المرحلة يكون الشخص دائما فيها متوازنا.
بينما الأناني من يعيش لنفسه فقط بل نسمع ضحكاته مع أصدقائه وهو بجانب زوجته ومجرد أن ينهي الاتصال يعود لأجواء الاكتئاب والغضب من أتفه الأسباب.
وبرر الجلبان خروج الزوج لعدة أسباب منها حبه لنفسه أو عدم الشعور بالراحة والاستقرار داخل المنزل كذلك عدم الرغبة في التواصل مع الزوجة والتحاور وخصوصاً فيما يخص المسؤوليات الواجبة على كلا الطرفين.
ويضيف أنه فعلا أصبح سهر الأزواج ظاهرة في المجتمع وأصبحت مقبولة لدى الزوج والزوجة في حال أن الزوجة تجد من يجالسها، حيث تذهب مع الزوج للسهر مع النساء حيث إن الرجال لهم اهتماماتهم ونقاشاتهم، وفي الجانب الآخر من الاستراحة النساء يتحاورن فيما يخص أمورهن. وعن حل تلك الظاهرة يقول الدكتور خالد إن كثيرا من الأزواج يهربون من الحوار والنقاش لحل تلك المشكلة، فلا بد من وضع آلية يتم من خلالها معرفة الأسباب والسعي وراء إيجاد الحل من الطرفين، حيث إن ذلك يساهم أيضاً في استقرار الأسرة وسعادة الأبناء

يجب ان تتغير اغلب عادات الزوج بعد اتخاذه قرار الزوج